{مُهْطِعِينَ} مسرعين مقبلين {إِلَى الدَّاعِي} إلى صوت إسرافيل {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} يوم صعب شديد.قوله عز وجل: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} أي: قبل أهل مكة {قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} نوحًاُ {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} أي: زجروه عن دعوته ومقالته بالشتم والوعيد، وقالوا: {لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين} [الشعراء- 116] وقال مجاهد: معنى: ازدجر أي: استطير جنونًا.{فَدَعَا} نوح {رَبَّه} وقال: {أَنِّي مَغْلُوبٌ} مقهور {فَانْتَصِرْ} فانتقم لي منهم.{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} مُنْصَبّ انصبابًا شديدًا، لم ينقطع أربعين يومًا، وقال يمان: قد طبق ما بين السماء والأرض.{وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ} يعني ماء السماء وماء الأرض، وإنما قال: {فالتقى الماء} والالتقاء لا يكون من واحد، إنما يكون بين اثنين فصاعدًا؛ لأن الماء يكون جمعًا وواحدًا. وقرأ عاصم الجحدري: فالتقى الماآن. {عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} أي: قضى عليهم في أم الكتاب. وقال مقاتل: قدر الله أن يكون الماآن سواء فكانا على ما قدر.{وَحَمَلْنَاهُ} يعني: نوحًا {عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} أي سفينة ذات ألواح، ذكر النعت وترك الاسم، أراد بالألواح خشب السفينة العريضة {وَدُسُرٍ} أي: المسامير التي تشد بها الألواح، واحدها دِسَارٌ ودسيرٌ، يقال: دسرت السفينة إذا شددتها بالمسامير. وقال الحسن: الدُّسر صدر السفينة سميت بذلك لأنها تدسر الماء بجؤجؤها، أي تدفع. وقال مجاهد: هي عوارض السفينة. وقيل: أضلاعها. وقال الضحاك: الألواح جانباها، والدسر أصلها وطرفاها.